الرئيسية » همسة ناصح » الهمسة 3: (معانٍ إيمانية في يوم عرفة 1434 هجرية)

الهمسة 3: (معانٍ إيمانية في يوم عرفة 1434 هجرية)

 

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وبعد:

 

 

 

فهذه تغريدات تحمل في طياتها عددًا من المعاني الإيمانية والمشاعر النفسية التي جالتْ في نفسي ظهيرة يوم عرفة 1434 هجرية وأنا أشاهد وفود الحجيج في صعيد عرفات.

 

 

 

وأسأل الله تعالى أن ينفعني بها ويجعلها خالصةً لوجهه الكريم نافعة لعباده وسببًا في رضاه.

 

 

 

فأقول وبالله التوفيق:

 

 

 

(1) من أول معالم التوحيد تلك التي بدأت بعرفة، فقد أخذ الله الميثاق الأول بربوبيته من بني آدم

 

قال تعالى {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى …}.

 

وفي الحديث الصحيح (إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بنَعمانَ يوم عرفة) رواه أحمد.

 

 

 

(2) يكفي عرفة ويومه ومناسكه شرفًا وقدرًا ومنزلةً قول النبي عليه الصلاة والسلام: (الحج عرفة) فهنييييييئًا والله لأهل عرفة.

 

 

 

(3) في (أخبار مكة) عن ابن عباس رضي الله عنهما: “لما أرى جبريلُ المناسكَ لإبراهيم وانتهى به بعرفة قال: (عَرَفْتُ) فسمي عرفة لأجل ذلك“.

 

 

 

(4) غداة عرفة أسكتَ بلالُ الناسَ للرسولِ عليه الصلاة والسلام الذي قال: (إنّ الله تطوَّل عليكم في جمعكم هذا فوهبَ مسيئكم لمحسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل) رواه ابن ماجة.

 

فما أكرم الله في هذا اليوم!!

 

 

 

(5) عرفة هو (الوتر) الذي أقسم الله به في سورة الفجر حيث قال تعالى {والشفع والوتر} كما قال ابن عباس رضي الله عنهما.

 

فأقسم ربٌ عظيمٌ (الله) بزمنٍ عظيمٍ (يوم عرفة) في كتابٍ عظيمٍ (القرآن الكريم) على أمرٍ عظيمٍ.

 

 

 

(6) وأقسم الرب العظيم بيوم عرفة العظيم في كتاب عظيم فقال: {وشاهد ومشهود}.

 

وقال الرسول عليه الصلاة والسلام: (… واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة) رواه الترمذي.

 

 

 

(7) لا دليل أن جبل عرفة يسمى (جبل الرحمة)، ومن زعم غير هذا طولب بالدليل الصحيح الصريح.

 

وصعود الجبل من الأخطاء التعبدية وفيه ضياع للوقت والجهد بلا طائل

 

وعرفة كلها موقف.

 

 

 

(8) (لبيك اللهم لبيك) معناها (أنا مقيمٌ على طاعتك، دائمٌ عليها إقامةً بعد إقامةٍ).

 

وهي جملةٌ ينطقها اللسان وتقشعر لها الأبدان.

 

فيا فوز من قالها بقلبه ولسانه صادقًا مطبّقًا !!

 

 

 

(9) يا أهل الإسلام والسنة والاتباع لقد فزتم ورب الكعبة:

 

ففي هذا اليوم العظيم أنزل ربكم: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.

 

 

 

(10) يا أيها المرضى والفقراء والمديونون والمظلومون والمقهورون:

 

يا أصحاب الحاجات والطلبات وأرباب الهموم والفاقات والغموم:

 

هذا والله يومكم وبابٌ لرزقكم: (خيرُ الدعاء دعاءُ يوم عرفة).

 

فاطرحوا حاجاتكم كلها من خير الدنيا والآخرة بين يدي ربٍّ وملكٍ كريمٍ ولا تترددوا أو تتكاسلوا.

 

 

 

(11) قال الرسول عليه الصلاة والسلام بعرفة:

 

(… ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدميَّ موضوعٌ، ودماء الجاهلية موضوعةٌ …).

 

فأين أهل الكبر والعنصرية ليسمعوا ويرتدعوا؟!

 

 

 

(12) خالف الرسول عليه الصلاة والسلام حدود وقوف مناسك قريش (مزدلفة) وزاد إلى (عرفة):

 

وفي هذا رمزٌ وإشارةٌ لمخالفة المسلم لأهل الشرك والفساد، وضرورة تفاخر المسلم بدينه وسنة نبيه بكل اعتزاز.

 

 

 

(13) كان حكيم بن حزام رضي اللع عنه يقف بعرفة بين الحجيج ومعه 100 ناقة ثمينة يذبحها لله و100 من العبيد الأشداء يعتقهم في سبيل مرضاة الله!!

 

فيضجّ الناس بالبكاء ويقولون: (ربنا هذا عبدُك قد أعتق عبيده، ونحن عبيدُك فأعتقنا)

 

قال الشاعر:

 

إن الملوك إذا شابتْ عبيدهمُ @

 

في عتْقِهِم عتقوهم عتقَ أبرارِ.

 

 

 

وأنت يا خالقي أولى بذا كرمًا @

 

قد شبْتُ في الرِّقِّ فاعتقنا من النارِ.

 

 

 

(14) في خطبة عرفة قرر الرسول عليه الصلاة والسلام حرمة (مكة والبيت العتيق / الشهر الحرام / يوم عرفة).

 

لذا فعظموا ما عظمه الله واعرفوا له قدره.

 

 

 

(15) يا دعاة الإسلام وقدواته:

 

أول ربًا وضعه الرسول عليه الصلاة والسلام يوم عرفة هو ربا عمِّه العباس قبل ربا الآخرين.

 

فلنكن قدوة خيرٍ للناس بصدق:

 

في تطبيق الدين.

 

والتأدب بأحكامه.

 

والتخلق بأخلاقه.

 

 

 

(16) مهما فعل الأعداء وتآمروا وخططوا لضرب الإسلام:

 

في مثل هذا اليوم (يوم عرفة) يبكي شيطانهم ويخنس ويخنسون معه ويصيبهم الصغار والهزيمة!!

 

فالحق باقٍ ومنتصرٌ مهما كادوا ومكروا!!

 

 

 

يتبع

 

(17) خطب الرسول عليه الصلاة والسلام بعرفة فقال: (يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد).

 

ربٌ واحدٌ فلا تفرِّقْ بين المسلمين!!

 

وأبٌ واحدٌ فلا تتعالى على الآخرين!!

 

 

 

(18) في هذا اليوم بعرفة قرر الرسول الكريم أنه: (لا فضل لعربي على عجمي … ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى!!).

 

فهل يرعوي من يتكبر أو يتنقص غيره؟

 

وميزان التفاضل الطاعة والتقوى لا الأنساب والأحساب فضلًا عن غيرها!!

 

 

 

(19) يا من وطئتْ أقدامُه بنكًا ربويًّا فحارب ربَّه بكبيرة الربا الشنيعة:

 

في مثل هذا اليوم العظيم حرم الله الربا أيضًا!!

 

فهل من توبة صادقة لك من هذا اليوم أيضًا؟!

 

 

 

(20) في يوم عرفة خطب الرسول عليه الصلاة والسلام بالناس ونهى أمته عن جملة من كبائر الذنوب والآثام ومنها الوقوع في أعراض الناس وأكل لحومهم والتعدي على دمائهم.

 

فهل يرعوي من استطال لسانه بالهوى والباطل؟!

 

وهل يرتدع من بسببه سالتِالدماء الزكية وأزهقتِ الأرواح البريئة؟!

 

 

 

(21) يوم عرفة هو يوم الرحمات الإلهية والمكرمات الربانية:

 

فهل تستطيع أن تجعله أفضل (يوم عرفة) مرَّ عليك في حياتك حتى الآن؟

 

استعد أيها الموفّق، فصبرُ ساعةٍ يعقبه نعيمٌ دائمٌ.

 

 

 

(22) : اجتمعَ الناس في صعيدِ عرفةَ يبكون لله ويتضرّعون فقال ابن المبارك لسفيان الثوري:

 

مَنْ أسوءُ هذا الجمع حالًا ؟

 

فقال: ((الذي يظنُّ أن اللهَ لا يغفرُ له)).

 

فأحسنوا ظنكم بالله فهو أولى بالجميل وأرحم بعباده من كل أحد.

 

 

 

(23) مهما تنوعت بلداننا وأنسابنا واختلفت ألسنتنا:

 

يظل انتماؤنا للإسلام هو الرقم (1) في حياة المؤمن فلا عزة ولا سعادة إلا بالإسلام.

 

وهو الرابط الأقوى في وحدة أمتنا.

 

 

 

وبهذا أختم حديثي عن (يوم عرفة وأهم معانيه العظيمة) التي سرحتْ في نفسي.

 

والحمد لله رب العالمين.

 

وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

 

 

 

 

كتبتها كتغريدات في حسابي (بتويتر) بيوم عرفة بعد صلاة الظهر 1434 هجرية.

 

ثم جمعتها ورتبتها في نفس اليوم بعد صلاة العشاء.

 

@w_shaebi

 

تقبل الله منا ومنكم

 

 

 




تصميم وبرمجة Meta Studio